خطبة الجمعة القادمة : رحلة الإسراء ومكانة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) فيها ، للدكتور محمد حرز
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : رحلة الإسراء ومكانة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) فيها ، للدكتور محمد حرز، بتاريخ 21 رجب 1442هـ ، الموافق 5 مارس 2021م.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 5 مارس 2021م بعنوان : رحلة الإسراء ومكانة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) فيها ، للدكتور محمد حرز:
أولاً: لماذا الإسراء ؟
ثانيًا : لا تحزن أيها الرسول الكريمr
ثالثًا: مكانة النبي صلى الله عليه وسلم فيها
رابعًا: الحكمة من إسرائه صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 5 مارس 2021م كما يلي:
الحمد لله القائل في محكم التنزيل ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴾)الأنعام: 34) وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه ُ أول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء الوتر الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ،وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة, وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فاللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين .
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله ؛ فَهِيَ خَيْرُ الزاد ليوم المعاد(وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) [البقرة: 197)
ثم أما بعد: أيها الأحبة (رحلة الإسراء ومكانة الحبيب صلى الله عليه وسلم فيها)
عنوان وزارتنا وعنوان خطبتنا .
عناصر اللقاء
أولاً: لماذا الإسراء ؟
ثانيًا : لا تحزن أيها الرسول الكريمr
ثالثًا: مكانة النبي صلى الله عليه وسلم فيها
رابعًا: الحكمة من إسرائه صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس
أيها السادة : ودون مقدمات عندما يهل هلال شهر رجب يدور في عقل وخاطر كل مسلم حادثَ الإسراء والمعراج , هذا الحدث الذي لا ينبغي علينا أن يمر مرَّ الكرام, أو لمجرد القصة ,أو التسلية, أو كان ياما كان في سالف الأيام على عهد النبي المختار صلى الله عليه وسلم ,ولكن لابد وأن نقف معه ونتذكره دائمًا وأبدًا ,ذلكم الحدث الذي يُعَدُّ بمثابة نقطة البداية للإسلام والمسلمين, ذلكم الحدث الذي بين أهلَ الإيمان من أهل النفاق وأهلَ التوحيد من أهل الشرك وبين قوي الإيمان من ضعيف الإيمان , تلكم المعجزة الزمنية للمصطفى العدنان صلى الله عليه وسلم , فبحادث الإسراء يكون المولى جل وعلا جهز نبيه صلى الله عليه وسلم تجهيزًا كاملاً لتحمل الرسالة وأداء الأمانة بصدق وإخلاص وقوة وعزيمة وإصرار، نعم أيها الأخيار فكان حادث الإسراء مكافأةً ربانية لما لاقاه النبي العدنان صلى الله عليه وسلم من متاعبَ وآلامِ وأحزان كثيرة وكثيرة .
أولاً: لماذا الإسراء ؟
أيها السادة: كل شيء لابد له من سبب، أو مقدمة فمقدمة الإسلام: الشهادة , ومقدمة الصلاة: الوضوء , ومقدمة الصيام: السحور ,ومقدمة الزكاة : بلوغ النصاب ,ومقدمة الحج : الاستطاعة ,ومقدمة الزواج: الخِطبة , وللإسراء مقدمات عديدة، وكثيرة كما هو معلوم ومعروف من أن الذين يمشون في طريق الدعوة إلى الله لابد، وأن يُقَابَلُوا بالأذى من أعداء الإسلام ,فهذا نوح عليه السلام سخِر منه قومه، وهذا إبراهيم عليه السلام يُلقى في النار ،وهذا زكريا عليه السلام ينشر بالمنشار , وهذا معلم البشرية rلَقِى من أنواع العذاب ما تَنُوءُ به الجبال , وُضعت له الأشواك في الطرقات , وضعت عليه أمعاء الناقة ،وهو يصلي عند الكعبة، ليس هذا فحسب بل فرضت قريش عليه حصارًا اقتصاديًا ثلاث سنوات ليس هذا فحسب بل بلغ الأذى بأصحابهy , وتدور الأحداث المؤلمة ويموت عمه أبو طالب وتموت خديجة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ المطمئنة لزوجها ساعة القلق، المؤنسة لزوجها ساعة الوحشة ، وتدور الأحداث ويخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف؛ لعله يجد من يقف بجانبه في أمر الدعوة ،لكنهم رفضوا الإسلام ..ولم يكتفوا بذلك ..بل سلطوا عليه غلمانهم وأطفالهم وسفهاءهم فرموه بالحجارة ..حتى دَمِيت قدماه.. وسالت الدموع من عينه الشريفة حتى صار خارج الطائف؛ ليرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء قائلاً:) اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك)([1]).
ويدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة كئيبًا حزينًا، فأراد الله أن يزيل عنه الهم ويرفع عنه الكرب فأعد له مكافأةً ربانيةً ومنحةً إلهيةً فكانت رحلة أرضية، ورحلة سماوية، وكأن حال السماء يقول: يا محمد إن كان أهل الأرض رفضوك، فإن أهل السماء يدعوك.
يا محمد! لا تظن أن جفاء أهل الأرض يعني جفاء السماء، بل إن الله يدعوك اليوم ليعوضك بجفاء أهل الأرض حفاوة أهل السماء. الله أكبر! فكان الإسراء والمعراج بالروح والجسد معًا في جزء يسير من الليل.
ثانيا : لا تحزن أيها الرسول الكريم.
أيها السادة : من سنن الله في الكون أن الفرج يأتي بعد الضيق ،وأن اليسر بعد العسر، وأن النور يأتي بعد الظلام، وأن المنح تأتي بعد المحن فأعد الله لحبيبه المصطفى رحلةً مباركة طيبة ، بدأت بأقدس بقاع الأرض ، وانتهت بأعلى طبقات السماء . إنها رحلة الإسراء والمعراج: رحلة أرضية من مكة المكرمة من بيت الله الحرام إلى بيت المقدس ثم المعراج من بيت المقدس إلى السماوات العلا، ثم إلى سدرة المنتهى، ثم اللقاء بجبار السماوات والأرض سبحانه.
قال جل وعلا ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (الإسراء: 1)
وفي الحديث المتفق عليه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ, وَهُوَ دَابَّةٌ, أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ, قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بها الْأَنْبِيَاءُ.قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ, فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ.ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ).
ثم صَعِدَ به جبريلُ حتى انتهيَا الى السماءِ الأُولى، وفي السماءِ الأولى رأى آدَمَ وفي الثانيةِ رأى عيسى ويحيى وفي الثالثةِ رأى يوسُفَ. قال عليه الصلاةُ والسلامُ « وكان يوسُفُ أُعْطِيَ شَطْر الحُسْنِ وفي الرابِعَةِ رأَى إدرِيسَ وفِي الخَامِسَةِ رأَى هَارُونَ وفي السَّادِسَةِ رأى موسى وفي السابِعَةِ رأى إبراهيمَ وكانَ أشْبَهَ الأنبياءِ بسيدنا محمد من حيث الخِلْقَةُ ورآه مُسْنِدًا ظهرَهُ إلى البيتِ المعمُورِ الذي يدخله كُلَّ يومٍ سبعُونَ ألفَ مَلَكٍ ثم لا يعودون إليهِ.ثم ذُهِبَ برسولِ اللهِ إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى ثم هناك أيضًا أزال عن قلبِهِ الحجاب فرأى اللهَ بقلبهِ، ولم يَرَهُ بعينَيْ رأسِهِ؛ لأنَّ اللهَ لا يُرَى بالعين الفانِيَة في الدنيا، وإنما يُرى بالعين الباقية في الآخرةِ كما قال الإمام مالِك رضي اللهُ عنه.
ثالثًا: مكانة النبي صلى الله عليه وسلم فيها
أيها السادة :إن من أعظم منن الله علينا: أن بَعَث خاتم رسله، وخير أنبيائه إلينا ، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ﴾ آل عمران: 164)ومكانة النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء وغيرها عظيمة وكبيرة منها على سبيل المثال لا الحصر :
لما ذكر الله تعالى الإسراء نعت النبي صلى الله عليه وسلم بوصف العبودية. وهي أعلى وأشرف مقام فقال الله: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ [الإسراء:1]. ومن تأمل القرآن الكريم يجد أن الله تعالى نعت نبيه صلى الله عليه وسلم بنعت العبودية في أسمى أحواله وأرفع مقاماته، ففي مقام الدعوة: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا [(الجن:19(، ولما ذكر إنزال الكتاب عليه قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا [الكهف:1]، وقال مخبرًا عن الوحي إليه: فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى [النجم:10]، وقال عن جميع المرسلين: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ [الصافات:171، 172]. فالعزّ كل العزّ في أن تكون عبدًا لله تعالى.
ومنها: تشريف الرّسول صلى الله عليه وسلم باطّلاعه على عجائب العالم العُلوي قال سبحان ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ )سورة النجم: 18(
ومنها: صلّى بالأنبياء إمامًا، جمَعَهم الله له هناك تشريفًا له وتأييدًا لدعوته ورسالته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وقد رَأَيْتُنِي في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرْبٌ جعد كأنه من رجال شنوءة (قبيلة مشهورة من صفاتهم أنهم شداد طوال القامة، وإذا عيسى بن مريم عليه السلام قائم يصلي أقرب الناس به شبهًا عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم ـ يعني نفسه ـ، فحانت الصلاة فأممتهم) رواه مسلم.( .
ومنها رؤية الأنبياء في السماوات وبلغ في المعراج سدرة المنتهى مبلغًا لم يبلغه أحد منهم بلا خلاف.
ومنها تخفيف الصلاة عن أمته فالصلاة معراج الأمة وعماد الدين فرضت في السماء، فأصبحت خمسا في العمل وخمسين في الأجر.
ومنها تشريف وتكريم لأمة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم فهي أكثر أمة يدخلون الجنة فالنبي صلى الله عليه وسلم لما أراد مفارقة موسى عليه السلام إلى السماء السابعة بكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: لأن غلامًا بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي. أخرجه البخاري ومسلم.
أنت الذي لما رفعت إلى السما بك***** قد سمت و تزينت لسراك
أنت الذي نادك ربك مرحبا *****ولقد دعاك لقربه وحباك
ماذا يقول المادحون و ما عسى ****أن يجمع الكتّاب من معناكا
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله ولا حمد إلا له، وبسم الله ولا يستعان إلا به، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ …………………………. وبعد
رابعًا: الحكمة من إسرائه صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس
كما جاء في كتاب سبل الرشاد والهدى:
لإظهار الحق على من عاند؛ لأنه لو عرج به من مكة إلى السماء، لم يجد لمعاندة الأعداء سبيلاً إلى البيان والإيضاح. فلما ذكر أنه أسرى به إلى بيت المقدس سألوه عن أشياء من بيت المقدس كانوا رأوها وعلموا إنه لم يكن رآها قبل ذلك. فلما أخبرهم بها حصل التحقق بصدقه فيما ذكر من الإسراء به إلى بيت المقدس في ليلة. وإذا صحّ خبره في ذلك لزم تصديقه في بقية ما ذكر».
وقيل: ليحصل له العروج مستويًا من غير تعويج لما روي عن كعب أن باب السماء الذي يقال له مصعد الملائكة يقابل باب بيت المقدس، قال: وهو أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا.
وقيل: ليجمع بين القبلتين، لأن بيت المقدس كان هجرة غالب الأنبياء فحصل له الرحيل إليه في الجملة ليجمع بين أسباب الفضائل.
وقيل: لأنه أرض الحشر، فأراد الله تعالى أن تطأه قدمه؛ ليسهل على أمته يوم القيامة وقوفهم ببركة أثر قدميه.
وقيل: أراد الله سبحانه وتعالى أن يريه القبلة التي صلى إليها مدة، كما عَرَفَ الكعبة التي صلى إليها.
وقيل: لأنه مجمع أرواح الأنبياء فأراد الله تعالى أن يشرّفهم بزيارته صلى الله عليه وسلم.
فالواجب علينا أيها الأخيار: أن نربي أولادنا على سيرة النبي المختار صلى الله عليه وسلم، وأن نأخذ منها العبرة والعظة، ونربيهم على مكانة بيت الله الحرام، وعلى المحافظة على المسجد الأقصى والربطُ بينهما، وقيامهما على التوحيد والإخلاص.,وبيان أهمية الصلاة ومكانتها، حيث إنّها فُرضت في السماء., وأن نعلم أن الفرج آت لا محالة، وأن الصبر طريق الفلاح والنجاح.
وعَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ*****وَتأتي على قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصَّغيرِ صغارُها ****وتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
أسأل الله أن يرزقني وإياكم صلاة في مسجده الحرام، وصلاة في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام، وصلاة في المسجد الأقصى، وحفظ الله مصْرَ وجميع بلاد المسلمين من كل سوء وشر. وأقم الصلاة
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه
د/ محمد حرز
إمام بوزارة الأوقاف
[1] ـ ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد كتاب المغازي والسير باب خروج النبي e إلى الطائف وعرضه نفسه على القبائل 6/ 35 ح(9851 ) وقال : رواه الطبراني (في الجزء المفقود) وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة ،وبقية رجاله ثقات
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف